فن ان تكون دائما علي صواب

كتاب (فن ان تكون دائما علي صواب)

أعظم سلاح للتلاعب هو التلبيس والتدليس، أي زيف الاعتماد على حجج ملتوية واضحة وتجاهل الحجج الصحيحة. بسبب طبيعة الإنسان الأنانية وحب الذات، يميل إلى الاستمتاع بتلك الزيف والاسراع نحوه. فلا يوجد شيء يسعده أكثر من رؤية الحقائق المعكوسة والهشة. يعرف أيضًا بميله للاحتيال والمؤامرة، وبما يحيط به من أن الطريق الصحيح للحجج والصواب أضيق، بينما الطريق اللوغاريتمي للحجج والكذب أكثر اتساعًا؛ لذلك يتعين فحص هذا النوع من الحجج الزائفة والمموهة لفهم طبيعتها ومن ثم تحديد كيفية نقضها. فكل ما يعتمد على حجج زائفة يفرض علينا اختيارين: إما أن نكشف موقع الخداع ونقاطع المتلاعب؛ وإما أن نتعامل معه ونعمل على مواجهته ونقد تلاعبه. وما دام الأمر كذلك، فقد أصبح من الأهمية بمكان معرفة الخداع لتمكيننا من نقضه ومواجهة أساليب التضليل والتلاعب المختلفة. لذلك يجب على منتقد الخداع أن يكون على دراية بأسس وضوابط هذه الصناعة، وأن يمتلك قدرات تحليلية وتقييمية تمكنه من فهم مختلف آليات العرض والاعتراض. فمن يتقنها ويطبقها ينجح في قطع خطط المتلاعب وربما يقلب الحجة عليه. وإذا كان من لا يعرف القانون لا يعذر، فإن من لا يعرف هذه الحيل والخدع يستحق أن يُهزم. ومن يتقن هذا النوع من الجدل ويجيد أساليبه، فإن النصر هو حليفه سواء كان على حق أو على خطأ.

لذا، يجب على المرء أن يكون حذرًا ويتعلم كيفية التعامل مع الحيل والخدع المستخدمة في الحجج الزائفة. ينبغي عليه أن يطور قدراته التحليلية والنقدية ليتمكن من تحديد النقاط الضعيفة في الحجج وكشف الزيف والتدليس. إنه يجب أن يكون على دراية بأساليب العرض والاعتراض، ويستخدم أدواته بذكاء ليهزم المتلاعب ويقلب الحجة عليه.

في نهاية المطاف، فإن فهم الحيل والخدع والتلاعب في الحجج يعتبر سلاحًا فعالًا للدفاع عن الصواب ومحاربة الزيف والتدليس. فقط من خلال الكشف عن الحقيقة وتحليل الحجج الزائفة يمكننا التغلب على المتلاعبين والوصول إلى الصواب.